مرتبة التواتر؛ لاستحالة اتّفاق ثمانية ـ بل تسعة (١) ـ رواة في كلّ طبقة على الكذب ، فضلاً على أنّ لها أسانيد صحيحة كما تقدّم.
وقد جاء في بعض الروايات أنّ هذه الزيادة إنّما زادها الناس في الحديث ، وليست منه ، كما روى ذلك أحمد في الرواية ٧٦ تحريفاً في كلام الرسول صلىاللهعليهوآله ، وأيضاً في الرواية ٧٨ تلميحاً ، لكنّ تواترها والصحّة التي وردت بها تردّ هذا الزعم. ولعلّ الذين استنكروا هذه الزيادة إنّما كانوا من بطانة بني أميّة وأشياعهم مجاملة لهم وحرصاً على تحسين صورتهم ، لعلم الناس بما سبق من محاربتهم لعليّ عليهالسلام ، ومعاداتهم لـه ، وتنكيلهم بشيعته من بعده ، واستباحتهم لدم بنيه ، وهم عترة الرسول صلىاللهعليهوآله ، ممّا يجعل الحديث منطبقاً عليهم وعلى من شايعهم ، قاتلهم الله وأتبعهم اللعنة في الدنيا والآخرة. أَلاَ يحذر هؤلاء المحرّفون من قوله صلىاللهعليهوآله : ( مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمِّداً فليَتَبوَّأ مقْعَدَهُ مِنَ النَّار )؟
٣ ـ انصر من نصره واخذل من خذله :
جاءت هذه الزيادة في ٥ روايات عن ٤ من الصحابة : ٦٩ ، ٧١ عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، و ٩٣ عن حبشيّ بن جنادة و ٩٥ عن أبي
____________
(١) إذا أضفنا إلى هذه الروايات رواية الطبراني عن أبي أيّوب الأنصاري ( انظر هامش الرواية ٨٩ ).