وإذا ثقُل عليك أخي القارئ أنْ أسرد عليك كلّ هذه الروايات لحديث واحد تتكرر ألفاظه في أغلب الأحيان ، فسترى إنْ شاء الله من خلال البحث ، ما هي الضرورة التي ساقتني إلى سرد الروايات جميعاً حرفاً بحرف ، إذ الكلمة أمانة ، وإنّ الكلمة الواحدة قد تختلف من رواي إلى آخر ، فيتغير مضمون الحديث كُليّة ، وإذا بالخلاف حول الحديث يستمرّ ويتشبث كلّ واحد بالرواية التي تناسب فهمه ، خاصّة إنْ كانت الروايات المتعارضة كلّها رواتها ثقات ، وهكذا يبقى الخلاف على حاله. فوجب إذن بسط الأمور ما أمكن ، لنعطي لهذا الحديث ما يستحقّ من البحث والتحليل إنْ شاء الله.
ثمّ إنّ من مقاصد هذا البحث ، هو الوقوف على أكمل الصّيغ وأصحّها لخطبة النبيّ صلىاللهعليهوآله في غدير خمّ ، فيلزمنا إذن أنْ نجمع أكبر عدد من الروايات ، لدراستها ومقارنة الفاظها.
وإليك عرض الروايات ، وعددها ( ٦٧ ) رواية ، منها (١٥) رواية ذكرت في الحجّ ضمن خطبة الوداع ، ومنها ( ٥٢ ) رواية تتعلّق بخطبته صلىاللهعليهوآله بغدير خمّ عند عودته من مكّة إلى المدينة ، ومنها روايتان لم يحدّد فيهما المكان. ولعلّك أخي القارئ ستلاحظ أنّ أكثر الروايات لم يُذكر فيها اسم المكان ، فراجع الكيفيّة التي اعتمدتها للتمييز بين روايات الحجّ وروايات الغدير في الفصل الثاني إنْ شاء الله.