بك ، علما بأن أزمة الامور بيدك ، ومصادرها عن قضائك ، اللهم إن فههت عن مسئلتي أوعميت عن طلبتي فدلني على مصالحي ، وخذ بقلبي إلى مراشدي ، فليس ذاك بنكر من هدايتك (١) ، ولا ببدع من كفايتك (٢) ، اللهم احملني على عفوك ولا تحملني على عدلك (٣).
٧ ـ نهج : قال عليهالسلام : اللهم إني أدعوذبك أن تحسن في لامعة العيون علانيتي وتقبح فيما ابطن لك سريرتي ، محافظا علي رئاء الناس من نفسي ، بجميع ما أنت مطلع عليه مني ، فأبدى للناس حسن ظاهري ، وأفضي إليك بسوء عملي ، تقربا إلى عبادك ، وتباعدا مرضاتك (٤).
٨ ـ مهج : دعاء لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
الحمد لله أول محمود ، وآخر معبود ، وأقرب موجود ، البدئ بلا معلوم لازليته ، ولا آخر لاوليته ، والكائن قبل الكون بغير كيان ، والموجود في كل مكان بغير عيان ، والقريب من كل نجوى بغير تدان ، علنت عنده الغيوب ، وضلت في عظمته القلوب ، فلا الابصار تدرك عظمته ، ولا القلوب على احتجابه تنكر معرفته ، تمثل في القلوب بغير مثال تحده الاوهام ، أو تدركه الاحلام ، ثم جعل من نفسه دليلا على تكبره عن الضد والند والشكل والمثل ، فالوحدانية آية الربوبية والموت الآتي على خلقه مخبر عن خلقه وقدرته ، ثم خلقهم من نطفة ولم يكونوا شيئا دليل على إعادتهم خلقا جديدا بعد فنائهم كما خلقهم أول مرة.
والحمد لله رب العالمين الذي لم يضره بالمعصية المتكبرون ، ولم ينفعه بالطاعة المتعبدون ، الحليم عن الجبابرة المدعين ، والممهل الزاعمين له شريكا في ملكوته ، الدائم في سلطانه بغير أمد ، والباقي في ملكه بعد انقضاء الابد ، والفرد
__________________
(١) ببكر من هداياتك خ ل.
(٢) كفاياتك خ ل.
(٣) نهج البلاغه قسم الخطب تحت الرقم ٢٢٥.
(٤) نهج البلاغة قسم الحكم تحت الرقم ٢٧٦.