العزيز الحكيم (١) إذا قلت : الذين الآية قال الله تعالى : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ، وإذا قلت : أفوض أمري إلى الله قال الله تعالى : فوقيه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ، وإذا قلت : ما يفتح الله الآية وهذا الايمان التام ، هذا تفسير أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه.
أقول أنا : وقد سقط تمام تفسير الآية الاخيرة (٢).
ومن ذلك دعاء مولانا ومقتدانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهالسلام يوم الهرير بصفين روينا باسنادنا إلى سعد بن عبدالله في كتاب الدعاء قال : حدثني محمد بن عبدالله المسمعي ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم ، وحدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن الرحمن ، عن ابي جعفر محمد بن النعمان الاحوال ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : دعا أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الهرير حين اشتد على أوليائه الامر دعاء الكرب ، من دعا به وهو في أمر قد كربه وغمه نجاه الله منه وهو :
اللهم لا تحبب إلي ما أبضغت ، ولا تبغض إلي ما أحببت ، اللهم إني أعوذ بك أن ارضى سخطك ، أو أسخط رضاك ، أو أرد قضاء ، أوأعدو قولك ، أو أناصح أعداءك ، أو أعدوأمرك فيهم ، اللهم ما كان من عمل أو قول يقربني من رضوانك ، ويباعدني من سخطك ، فصيرني له واحملني عليه يا أرحم الراحمين.
اللهم إني اسئلك لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا ، ويقينا صادقا ، وإيمانا خالصا وجسدا متواضعا ، وارزقني منك حبا ، وادخل قلبي منك رعبا ، اللهم فان ترحمني فقد حسن ظني بك ، وإن تعذبني فبظلمي وجوري وجرمي وإسرافي على نفسي ، فلا عذر لي إن اعتذرت ولا مكافاة أحتسب بها ، اللهم إذا حضرت الآجال ونفدت الايام ، وكان لا بد من لقائك ، فأوجب لي من الجنة منزلا يغبطني به الاولون والآخرون ، لا حسرة بعدها ، ولا رفيق بعد رفيقها ، في أكرمها منزلا.
__________________
(١) فاطر ص ٢.
(٢) مهج الدعوات ص ١٢٢.