تعالى « ففروا إلى الله » (١) « لاجيا » اي ملتجيا ، يقال : لجأت لجأ بالتحريك وملجأ « من فرط أهوائي » الفرط بسكون الراء التجاوز عن الحد ، وقد عرفت أن الهوى بالقصر هوى النفس ، والاهواء جمعه « وعلقت » اي تعلقت « بأطراف حبالك » أي حبال كرمك « انامل ولائي » أنامل جمع أنملة ، وهي رؤوس الاصابع ويقال : بينهما ولاء بالفتح اي قرابة.
« فاصفح اللهم » يقال : صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه « عما أجرمته » الجرم والجريمة الذنب ، يقال : جرم واجترم بمعنى ، وفي بعض النسخ « عما كان » « من زللي » يقال : زللت يا فلان تزل زليلا إذا زل في الطين ، أو منطق ، وقال الفراء : زللت بالكسر تزل زللا والاسم الزلة « وخطائي » الخطاء بالقصر نقيض الصواب ، وقد يمد ، وقرئ بهما « ومن قتل مؤمنا خطأ » (٢).
« واقلني » من الاقالة اي خلصني « من صرعة دائي » اي مرضي ، يقال : صارعته فصرعته صرعا بالكسر لقيس ، وصرعا بالفتح لتميم ، والصرعة مثل الركبة والجلسة ، والصرع علة معروفة « سيدي ومولاي » اي ناصري ومتولي أمري « ومعتمدي » اي محل اعتمادي أو الذي اعتمدت عليه » ورجائي « اي مرجوي « وغاية مناي » اي نهاية مقاصدي » في منقلبي » قلبت الشئ فانقلبت اي انكب والمنقلب يكون مصدرا ومكانا ، مثل منصرف ، والمراد ههنا هو المكان ، قال الله تعالى : « وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون » (٣) « ومثواي » يقال : ثوى بالمكان يثوي ثواء وثويا اي أقام.
« إلهي كيف تطرد » الطرد الابعاد ، والطرد بالتحريك ، تقول طردته فذهب « مسكينا » قيل هو الذي لا شئ له ، وهو ابلغ من الفقر ، وقوله تعالى « وأما السفينة فكانت لمساكين » (٤) فانه جعلهم مساكين بعد ذهاب سفينتهم ، أو لان
__________________
(١) الذاريات : ٥٠.
(٢) النساء : ٩٢.
(٣) الشعراء : ٢٢٧.
(٤) الكهف : ٧٩.