١٥ ـ ع (١) ن : فيما سال الخضر الحسن بن علي عليهماالسلام : أخبرني عن الرجل كيف يذكر وينسى؟ قال : إن قلب الرجل في حق ، وعلى الحق طبق ، فان صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب ، وذكر الرجل ما كان نسي ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم ، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ، ونسي الرجل ما كان ذكره (٢).
١٦ ـ ن : فيما احتج الرضا عليهالسلام على علماء المخالفين بمحضر المأمون في تفضيل العترة الطاهرة قال : وأما الآية السابعة فقول الله تعالى : « إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما » (٣) وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال : تقولون : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟ قالوا : لا ، قال المأمون : هذا ما لا خلاف فيه اصلا وعليه إجماع الامة ، فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا في القرآن؟.
__________________
(١) علل الشرائع ج ١ ص ٩١.
(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٦٦ وتراه في الاحتجاج : ١٤٢ ، المحاسن : ٣٣٢ غيبة النعمانى ٢٧ ، والحق : جمع حقة بالضم فيهما هي وعاء من خشب ، وقد تسوى من عاج ومنه لعمرو بن كلثوم « وثديا مثل حق العاج رخصا » والطبق محركة : غطاء كل شئ قال قدسسره : ولا يبعد أن يكون الكلام مبنيا على الاستعارة والتمثيل فان الصلاة على محمد وآل محمد لما كانت سببا للقرب من المبدء واستعداد النفس لافاضة العلوم عليها ، فكأن الشواغل النفسانية الموجبة للبعد عن الحق تعالى طبق عليها فتصير الصلاة سببا لكشفه وتنور القلب واستعداده لفيض الحق اما بافاضة الصورة ثانية أو باسترادها من الخزانة ، راجع ج ٦١ ص ٣٨.
(٣) الاحزاب ص ٥٦.