اعتبار الصابئة أحفاداً للصدوقيين (١) على أساس أن الفريقين لا يعترفان ببعث الأموات. وأخيراً هناک فريق من الباحثين يعتبرهم مجرد عبدة نجوم انتقلوا إلى العراق الجنوبي من حران القديمة عندما دمرها المغول بقيادة هولاکو خان في القرن الثالث عشر.
لقد بدا لنا، بسبب هذه الآراء المتضاربة عن الصابئة، أن من المفيد أن نعرف القارئ بعقائد وطقوس هذه الطائفة الصغيرة التي تخفى بعناية عن الغرباء حتى أعراف وعادات حياتها اليومية. لقد استقينا جزءاً من المعلومات التي سيوردها أدناه عن طريق السؤال من الأهالي المحليين العارفين بحياة الصابئة في حين استمددنا الجزء من الأخبار التي أوردها الرحالة الأوروبيون والتي جرى التحقق منها في مکانها، وعلى
______________________
(١) الصدوقيون هم أتباع إحدى الطوائف الاجتماعية الدينية اليهودية قامت في فلسطين في الفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي أي بعد الاحتلال اليوناني لفلسطين. جاء اسم هذه الطائفة على ما يبدو من اسم مؤسسها صدوق. کان الصدوقيون يدعون إلى الالتزام بما هو مکتوب في التوراة وإلى الامتناع عن تفسيرها لذلک فإنهم وقفوا ضد الفريسيين الذين کانوا يدعون إلى تفسير التوراة تفسيراً جديداً يتفق مع الظروف الاجتماعية الجديدة. والصدوقيون لا يعترفون بالقدر وينکرون وجود الملائکة ولا يعترفون بخلود الروح وبعث الأموات. أما الصابئة المندائيون فإنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر ويؤمنون بالحساب والعقاب حيث يذهب الصالحون منهم إلى عالم النور في حين يذهب المذنبون إلى عالم الظلام ويؤمنون أيضاً بوجود الملائکة ويعتقدون بأن مقرها الکواکب وتحتم عقيدتهم وجود مخلوق يتوسط بين الروحانية والمادية، ويبدو أنهم يشبهون في هذه النقطة الأخيرة الغنوصيين الذين يعتقدون بوجود الکثير من القوى الوسطى بين الله والطبيعة ـ المترجم.