من أتباع يحيى أحياءً إلا حفنة قادهم من القدس إلى دمشق أنوش أثرا الذي أرسل إليهم خصيصاً من الجنة. وقد نصب هذا عليهم اثنين من الحکام الدنيويين هما الأخوان فرّوق ملکة وأردوان ملکة وأناط السلطة الدينية بالقسس والأساقفة الذين کرسهم بنفسه مجدداً. وقد نبه أنوش أثرا فروق ملکة بشدة الى أن يتجنب الصدام مع اليهود لکن ذلک لم يثن هذا الحاکم الصابئيعن الانتقام من اليهود لمحقهم للصابئة في القدس. وقد انتهى النزاع الجديد بأن دخل فروق ملکة إلى البحر الأحمر وهو يتعقب على رأس شعبه بأجمعه، اليهود الذين کان يقودهم موسى الذي تذکر مآثر الصابئة إنه عاش بعد يوحنا المعمدان، فابتلع البحر الصابئة جميعاً فيما عدا قائدهم نفسه وبضع عشرات من الرجال والنساء. وابتعد الصابئة الذين نجو بهذا الشکل المعجز إلى شوستر في خوزستان حيث تکاثروا بالتدريج وتحسنت أحوالهم بشکل ملحوظ لکن دينهم أضمحل تماماً بسبب موت رجاله في البحر الأحمر. ومن أجل أن يعاد الصابئة إلى الدين الحق أرسل إلى شوستر من العالم الأرضي غير المنظور (مشوني کشطة) رجل صالح هو آدم أبو الفرج الذي ظن شيوخ الصابئة بسبب هيئته المتواضعة أنه جوال اعتيادي فأشفقوا عليه وشغلوه راعياً لماشيتهم.
لقد ترک الحکام المسلمون المحليون
الصابئة بسلام إلى أن تولى أمر المسلمين شخص يدعى محمد کلهور الذي استدعي شيوخ الصابئة واقترح عليهم اعتناق الإسلام طوعاً وإلا فإنه سيجرهم الى ذلک بالقوة. وبعد محادثات طويلة تقرر أن يترک الصابئة بسلام إذا استطاع أحدهم أن يقوم بمعجزة أکبر مما قام به کلهور الذي حول الحبل الى حية والحجر الى أسد ثم بسط سجادة الصلاة على سطح النهر وصلى عليها. فارتبک الصابئة ولم يعرفوا ماذا يفعلون الى أن أشارت عليهم إحدى العجائز بأن يلجأوا