ابن كثير والإمام علي عليهالسلام
إن الامام علي عليهالسلام يمتلك شخصية متكاملة من جميع الجوانب بحيث لو وقفنا عند كل شخصية من الشخصيات البارزة في التاريخ نجد انها لن تأخذ نفس الحجم والمكانة التي كانت تمتلكها شخصية الامام علي عليهالسلام فحتى عمر بن الخطاب الذي بالغ التاريخ في وصفه لم يجد له التاريخ الا صفة الشدّة والصرامة ، كما أن شخصيته لم تستطع أن تؤثر في التفكير الإسلامي بل أن صيته العلمي والمعرفي لم يبلغ الحد الذي يخلق ثورة فكرية في المعرفة الإسلامية ; بل لطالما اعتبر نفسه أجهل الناس وحتى ربات الحجال أعرف منه ، ولطالما عبر كذلك عن احتياجه لابي الحسن عليهالسلام بحيث كان يقول ويل لعمر من امر ليس له ابو الحسن.
اما الحركة العمرية في التاريخ فقد
استغرقت مدة وجيزة لم تستطع بعدها الاستمرار في مجارات أحداثه وذلك ناتج أولاً عن غياب قاعدة فكرية وثانيا أنّها لم تخلق الا منافسة للخط العلوي الذي له مناعة وقاعدة فكرية تتمثل في التراث الإسلامي الأصيل والمرتبط أساساً بمدرسة آل البيت ، والتي كان علي عليهالسلام
رائدها مما جعلها المدرسة التي