ابن
كثير ... المحدث المؤرخ لعل كتاب البداية والنهاية يعتبر من أهم
المراجع التاريخية المعتمدة في الفكر الإسلامي ، وذلك لما اكتسب صاحبه من شهرة ومكانة كعالم من علماء المسلمين ، بحيث سعىٰ في كتابة تدوين التاريخ الإسلامي بطريقة يحفظ من خلالها كرامة هذا التاريخ وعزته ; وخصوصاً المرحلة المباركة ! والتي تشكّل الشعلة الأولىٰ للأمّة الإسلامية. وقد لبس هذا المؤرخ رداء المسلم المشبّع
بالمؤثرات السلفية ; فصبغ تلك المرحلة ورجالاتها بقداسة خارقة يتوقف فيها العقل عن ممارسة فعله الحقيقي في الدراسة ، وذلك للتراكمات المعرفية المؤطّرة للعقل الفاعل ، وجْعلهِ محدود الفعالية. فبنظر ابن كثير أن تلك المرحلة هي خير
القرون ، ورجالاتها خير الرجالات ، لأن في الحديث النبوي الشريف قد ورد أن خير القرون قرني هذا والذي يليه ثم الذي يليه ، ومن هنا ندخل في النقطة الحساسة ، وهي هذه القداسة المفتعلة والتي حاول البعض أن يصبغ التاريخ بها. وابن كثير في تاريخه أحد ضحايا هذه الأحاديث حيث لم يكن ذلك المؤرخ الذي يعمل علىٰ توثيق الأحداث التاريخية بضرب