( أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ، أن رفعنا الله ، ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطي الهدي ، ويستجلي العمي ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لاتصلح علىٰ سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم ) (١).
إن هذه الآراء ليست إلّا محاولات لإيجاد مخرج للمأزق التاريخي الذي وقعت فيه مدرسة الخلفاء للدفاع عن السراب المقدس ، والذي لا يعبر إلّا عن حالة التيهان التي يعيشها المؤرخ داخل التاريخ الإسلامي حينما يفتقد إلىٰ منهجية واقعية تتخلىٰ عن أدوات الماضي البئيس ، وتنفتح علىٰ الحاضر والمستقبل ، بآليات تقضي فيها علىٰ الترسبات الماضوية ، وليدة المال والسلطان ، والجهل ، وكذلك علىٰ الطوباوية الفكرية والتي تحجب العقل عن ممارسة دوره الفعال في التنقيب وهدم صروح التخلّف كي يتسنىٰ لهذه المادة الفعالة استجلاء الحقائق ، والتحقق من مصداقيتها لتعرف بعد ذلك طريق حريتها وخلاصها من التاريخ الملغوم وعقلية السلطان المتجبر الذي جعل الأمة الإسلامية تعيش في كآبة فكرية وترزخ في بحر من التيهان لا تستجرأ علىٰ الخروج منه.
الإمام علي عليهالسلام والبيعة
لقد كان مقتل عثمان بن عفان نتيجة السياسة التي انتهجها في
______________
(١) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة : ٢ / ٣٦.