الفكر السياسي الاوروبي
لقد عاش الإنسان منذ وجوده علىٰ سطح الأرض إشكالية الصراع بين الأفراد خصوصاً خلال مرحلة غياب السلطة السياسية. فكان الهدف بالنسبة له هو الوصول إلىٰ طريقة يستطيع من خلالها خلق نظام سياسي يمكن المجتمع البشري من الاستقرار. وفي ظل هذا عاش المجتمع الأوربي هذه الإشكالية وعاش في كل لحظة مرارة التحوّل من نظام كانت السلطة مطلقة إلىٰ نظام برزت فيه الحريات وقد توالت علىٰ أوربا أنظمة سياسية متعددة ومتنوعة حيث ميّزت كل مرحلة طبيعة الثقافة السائدة والتي أثرت بخصوصيتها علىٰ النظام السياسي المقتبس ، إذ عرفت أوربا خلال المراحل السابقة أساليب متنوعة لممارسة السلطة والعلاقة بين الشعب والحاكم.
لقد كان نظام القانون الإلهي من أشهر الأنظمة السياسية التي ألقت بظلالها علىٰ أوربا ، وظلت مدة طويلة وهي متسلطة علىٰ الشعب الاوروبي حتىٰ انطلقت الثورة الفرنسية ; والتي أثرت علىٰ كل أوربا ، وقد كانت مرتبطة بالأفكار التحررية والتي برزت مع فولتير وجان جاك روسو أو بدأت تتردد بين الأوساط السياسية آنذاك رداً علىٰ سيطرة الكنيسة.