إن نظرية الحق الإلهي هي نظرية الحكم المطلق والمرتبط بالشرعية الدينية ، إذ التقت الكنيسة ممثلة في شخص الرهبان والنظام السياسي الحاكم الممثل في القياصرة والملوك ، وخلال تلك المرحلة عاشت أوربا أسوأ أيامها ، حيث كان الحاكم يعتبر الحاكم المطلق ، والنائب عن الله. وكانت الكنيسة تسانده. فكانت حرية التصرف المطلق للحاكم. واستدرج الشعب إلىٰ استعباد غير معلن ، وكذلك ادخل في سذاجة تستخف بالعقول البشرية ، وقد كانت صكوك الغفران إحدىٰ نماذج هذا الاستخفاف والاستهجان بالشعب ، فتوفرت بذلك للنظام الحاكم الشرعية الدينية والتي أصبغوه بها الرهبان باعتبار الحاكم هو خليفة الله في الأرض ، فتوفرت له بذلك السلطة المطلقة والاستعباد التام للشعب فأفرغ هذا الأخير من مضمون وجوده المتمثل في تحقيق المعنىٰ الذاتي له. وانتفت الغاية من وجود نظام سياسي علىٰ هذا المثيل والذي اتحدت فيه القوة الدينية المتخلفة والممثلة بالرهبان والكنيسة ونظام الحكم القائم ، فقامت علىٰ أثر هذه الأوضاع المزرية التي كانت تعيشها أوربا آنذاك حركات إصلاحية عرفت بحركة الإصلاح الديني وقد كان مارتن لوتر أحد متزعمي هذه الحركة الإصلاحية وبداية ظهور البذور الاولىٰ للكنيسة البروتيستانتية. وبعدها تزايدت الثورات ضد الكنيسة ومفاهيمها فبعد مارتن لوتر. ظهر يوحنا كلفان والذي اعطىٰ ظهور الكنيسة الكلفانية وبعدها الكنيسة الانجلكانية في بريطانيا.
إن هذه الثورات لم تقتصر فقط علىٰ
جانب الإصلاح الديني بحيث