لم يكن وحده كافياً لأحداث ثورة سياسية في المنطقة بل برزت الحركات الإصلاحية الفكرية والتي أعطت الانبعاث لأوربا.
لقد أعطىٰ ذلك الاستبداد المطلق للسلطة في غياب الممارسة الفعلية للشعب لتحديد مصيره وترك الصلاحيات بيد الكنيسة إلىٰ ظهور نظرية العقد الاجتماعي ، وكان أول من طرح هذه النظرية هو هوبز.
ونظرية التعاقد في مضمونها هو الاتفاق بين كل مكونات المجتمع ، والتعاقد علىٰ المصير السياسي لهم في انتخاب الحاكم أي الوصول إلىٰ سلطة سياسية تخرج المجتمع من حالات الفوضىٰ التي يعيش فيها وكذلك من حالات الاستبداد السياسي المطلق.
إن هوبز يرىٰ أن العقد الذي يتم بين أفراد الجماعة ، لا يدخل فيه الفرد الذي اختاروه رئيساً لهم ، ونصبوه ملكاً عليهم فالتعاقد تم بين جميع أفراد الجماعة باستثناء فرد واحد هو الرئيس الذي وقع عليه الاختيار. ويقول هوبز : أن الأفراد تنازلوا لرئيسهم عن كل حقوقهم ، فله أن يتصرف فيها بلا قيد او شرط ، ونظراً لأنه ليس طرفاً في العقد فسلطته مطلقة ولا يعتبر مسؤولاً أمام الأفراد ، بل يجب أن تقابل تصرفاته بالخضوع والطاعة (١).
إن الخلاصة العامة لفكر هويز هي الانصياع المطلق لفرد واحد الذي
______________
(١) توفيق السيف ، ضد الاستبداد الفقه السياسي الشيعي في عصر الغيبة ص ٢٠٢ ، ط ١ ، ١٩٩٩ ، المركز الثقافي العربي.