التاريخ الإسلامي الثابت والمتحول
لقد أخذ التاريخ الإسلامي منهجاً خاصاً في التعامل وفي تدوين الأحداث وأخذ الرواية عن الراوي ، بحيث تم تطبيق مناهج الحديث في أخذ الرواية. فأصبح التاريخ هو الوجه الآخر للحديث فتم الإعتماد علىٰ طرق الإسناد ، ودراسة سلسلة الرواة وإخضاعها للشروط التي أحدثها المحدثون ، وأي شخص يخالف جزءاً من هذه الشروط لا تأخذ منه الرواية.
يبدو الامر مغريا جدا ، بحيث لن يدخل أدنىٰ شك في كون ما يصلنا من الروايات يتمتع بنسبة كبيرة إن لم نقل تامة من الصحة ، وبهذا نطمئن بامتلاكنا تاريخاً سليماً بحيث يجعل الثابت علىٰ ثبوتيته والمتحول متحوّلاً حسب متغيرات الزمان والمكان.
لنقف قليلاً مع هذا المنهج الذي اخترعه المحدّثون في أخذ الرواية ، فقد تم الاتفاق علىٰ مجموعة نقاط (١) :
١ ـ لا رواية عن أهل البدع.
٢ ـ لا جرح في الصحابة.
______________
(١) عبد الله العروي ، مفهوم التاريخ : ١ / ٤١ منشورات المركز الثقافي العربي.