بعد رسول الله ، مما جعل إبن كثير يراها إحدىٰ مفتريات الشيعة إذ يقول : وأما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء ، من أنه أوصىٰ إلىٰ علي بالخلافة فكذب وافتراء عظيم يلزم منه خطأ كبير (١) لكن في نفس الوقت يرجع للدفاع عن توصية الرسول لأبي بكر (٢) رغم مافي هذا القول من علة (٣).
ابن كثير يتناقض مع نفسه
حينما تكثر الأحداث التاريخية ، فإن نباهة المؤرخ ومدىٰ تتبعه لمصداقية الحدث التاريخي تظهر بوجود تناسق بين المرويات وسرد الأحداث ، لكن مع الأسف هذا مالم نره عند ابن كثير إذ أن تضارب الأحداث فات حده في كتابه بحيث يجعلك لا تستقر علىٰ أمر معين وهذا ما يجعل الباحث يستشف البعد التحريفي لأحداث التاريخ وما حدث فيه علىٰ طول استيلاء السلطات الظالمة علىٰ رقاب المسلمين ومدىٰ مساعدة علماء الجور لهم والدفاع عنهم وإيجاد الطرق الكفيلة لتخريج هذا التاريخ للناس بشكل ينسجم وعقلية الناس التي أعتادت الاستسلام للظلم وتبرير ظلمهم بل وحتىٰ في عصرنا الحالي نجد قلة
______________
(١) ابن كثير ، البداية والنهاية : ٥ / ٢٣٦.
(٢) المصدر السابق.
(٣) للإطلاع على علل هذا الحديث راجع كتاب تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي لصائب عبد الحميد.