وكذلك الجهة الثانية وهي المحبة المغالية والتي تفوق الحدود العقلية فتجعل آل البيت وعلىٰ رأسهم الإمام في منزلة الألوهية وهذا من المحال أن يصدقه العاقل الذي يعطي لكل ذي حقّ حقّه ، هذا الحقّ الذي خصه به الشارع الأكبر ألا وهو الله ، فتعالىٰ أن يكون له شريك أو مثيل وهو القائل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) فلهذا تكون جميع المحاولات للخروج عن حدود المحبة الطبيعية سواء بالكره ، أو المغالات هي من قبيل الشطح الذي يجب أن ويُرد إلىٰ طريق الصواب.
بهذا كانت شخصية الإمام هي المؤثرة في تاريخ الفكر الإسلامي بحيث ما افترقت الفرق إلّا علىٰ هذه الشخصية سواءاً بمخالفته عليهالسلام ، او بمناصرته ، فكان الامام عليهالسلام مستهدفاً من الفرق المعادية ، حتىٰ أن معاوية أجزل العطايا لكل من يروي في ذم الإمام عليهالسلام ، وما سمرة بن جندب وأبو هريرة إلّا خير دليل علىٰ ذلك. كما أنه امر بلعنه علىٰ المنابر حتىٰ تتزعزع مكانته في نفوس المسلمين ، وليس استشهاد حجر بن عدي رضياللهعنه إلّا دليلاً علىٰ تمسك المخلصين بحب هذه النفس الطاهرة صلوات الله عليه وعلىٰ أبنائه إلىٰ يوم الدين.
وكما أن السلطان سخر القوة لمحاربتهم
سخر كذلك باع وعاظ السلاطين أو أخذتهم النعرة المذهبية العقيمة للنيل من شخصيته عليهالسلام ، وما شخصية ابن كثير إلّا إحدى هذه الشخصيات التاريخية التي تعاملت مع شخصية الإمام علي الإجحاف وبادرت إلىٰ سلبه حقه الإلهي ، ولسنا هنا نعني الإمامة بل نقصد الحقوق الإلهية التي عبر عنها