كتاب الله فاختلفوا أهل البيت واختصموا ، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر (١).
وفي صحيح مسلم « إن رسول الله يهجر » (٢).
لقد كثر الجدل والنقاش حول هذا الحديث ، فيهم من اعتبره من الموارد التي لم يتعبّد بها الصحابة ودليل علىٰ عدم عدولهم ومخالفتهم الصريحة له في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ (٣)
وآخرين استدلوا به علىٰ وقوف مجموعة من الصحابة ضد تعيين الوصي الشرعي بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث أنه كان يتوخىٰ تثبيت الأمر بطريقة توثيقية لا لفظية كما حصل في غدير خم ، لكن وقع الهرج والمرج عنده ، لكن حقيقة الحديث تتضح عن طريق آخر عبر حديث الثقلين ، وذلك من خلال تقارب اللفظين حيث قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الرزية : « ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده » وقوله في حديث الثقلين « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي ». ففهم الصحابة بطريقة غير مباشرة ان هذه الوصية خاصة بتثبيت أولية آل البيت وعلىٰ رأسهم علي عليهالسلام (٤) ، فوقع اللغط في وجود حضرته عليه الصلاة والسلام حتىٰ لا يكون ما أراده ونحن لسنا نحب
______________
(١) صحيح البخاري ـ باب قول المريض قوموا عنوا.
(٢) صحيح مسلم : ٥ / ٧٥ كتاب الوصية.
(٣) راجع المراجعات : حادثة الرزية المراجعة ٨٦.
(٤) السيد عبد الحسين شرف الدين ، النص والاجتهاد ص ١٢٩.