كان من أساطين اللغة والفقه (١). وأظن أن هذا هو عين الحمق ، لأن عملية التدوين قد ينتج عنها خطأ أفظع من هذه ناتج عن خطأ في النقل ، لكن ردها يفرض عرضها علىٰ مصادر وأقوال دينية أُخرى. فاذا خالفت ماصح عن الله ورسوله فهي مما لا يصح. ولا نريد هنا ايراد رد علىٰ رفضه هذه الرواية لكن فقط نورد رواية واحدة أظن أنّها تفي بالغرض حيث قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
( إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود مابين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض ) (٢) وهي ايراد لنوع من التلازم الذي يلزم الطاعة وأي افتراق عن الامام هو افتراق عن الكتاب ونتيجته الحتمية المعصية.
وملاحظة أخيرة قبل ختام هذا الباب نذكر أن استاذنا اعتمد في دراسته للطوائف الإسلامية وخاصة الشيعة علىٰ الملل والنحل للشهرستاني وهذا في حد ذاته عيب علىٰ كاتب يريد التأريخ للأمة الإسلامية لأن أحادية المصدر تعكس فقط وجهة نظره مما يبعد البحث التاريخي عن النزاهة. وخلاصة هذا البحث نوردها في التقسيمات التالية التي تبين الأسباب وبالتالي النتائج الناجمة عن هذه الأسباب.
______________
(١) د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامي : ٢ / ١٥٨.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده : ٥ / ١٨٢ ، ١٨٩ والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك.