الأنظمة السياسية الديمقراطية الحالية أترىٰ هل حققت فعلاً طلب الشعب ؟
لنفترض انتخابات وقعت في بلد معين وفي هذا البلد ثلاث مرشحين علىٰ أقل تقدير. وغالباً ما تكون النتائج علىٰ النحو التالي : المرشح الأوّل ٤٠% والمرشح الثاني ٣٥% و المرشح الثالث ٢٥% وبهذا يصير الحق لصالح ٤٠% علىٰ حق ٦٠% ، وبهذا تقع السلطة بيد الأقلية لا تحكم الأغلبية. إذن هل حققت الغاية من سيادة الرأي العام وحتىٰ لو كان المرشح الأوّل ٥٥% والثاني ٤٥% * فتكون النتيجة اهمال ٤٥% من أصوات الشعب باعتبارهم الخاسرين ، وبهذا يضيع حقهم او يجب عليهم التنازل عن حقهم وهذا من المستحيلات ، وقد حاول الفكر الغربي تجاوزها بإعطائها الشرعية الجماعية او ما اصطلحوا عليها بإرادة الجموع بصورة مجازية (١) ، لكن في حقيقة الأمر تعبر عن الضعف البشري في إيجاد الحل الأمثل لتسيير المجتمع البشري
______________
(*) معلوم أنه في الدور الثاني للإنتخابات حيث يتبارى مرشحين فقط تتدخل المصالح السياسية والذاتية بين المرشحين كما تكون للتحالفات بين الأحزاب الدور الأساسي في تعيين الحاكم وتغيب إرادة الشعب ، مما يجعل النسبة التي أردجناها لها واقعية أي ؟؟؟ المخالفة ونضيف إليها الممتنعين عن التصويت مما يفقد هذا النوع من التحاكم شعبيته وبالتالي تغيب الغاية الأصلية من وجوده وهو التعاقد المجتمعي.
(١) ثروت بدوي : النظم السياسي ص ٣١ دار النهضة العربية القاهرة ١٩٧٢.