في كون التشاور هنا علاقة بين المرء وزوجته فتحدد مفهوم الآية وحصرها في حالة أسرية إثر خلاف زوجي. يبقى إذن لدينا الآيتين الثانية والثالثة وإن النظر إلىٰ الآيتين يتم من وجهين الدلالة المعنوية الناتجة عن تفسير الآيتين والدلالة الناتجة عن الأحداث والوقائع التاريخية.
الدلالة الناتجة عن تفسير الآيتين
إن التفسير الجزئي لا يستطيع أن يحوي المعنىٰ العام والدلالة الكلية لمفهوم الآيات الواقعة في سياق معين ، بحيث لا يتم الفصل بين آيتين يتحدثان عن نفس المسألة لأنها تكون ناقصة المعنىٰ إذا كانت منفردة كما أنه يجب حملها إلىٰ وقائع قرآنية أخرىٰ حتىٰ نستطيع استنباط المعنىٰ العام للمضمون الذي تحاول الآيات طرحه ، وهذا ينطبق علىٰ الآيات التي بين أيدينا.
إن اللفظ الأول يربط بمشورة النبي بأصحابه. وبالتالي التشاور هو حالة تقوم بين النبي باعتباره ولي المسلمين في وقته وبين عامة المسلمين ، اما اللفظ الثاني فهي الحالة العامة المرتبطة بالمجتمع والملزوم بحالات التشاور بين الناس ، لكن هل التشاور هذا هو انفراد المجتمع وأعضائه دون القائد والموجه ؟. إن الربط بين الآيتين يعطينا مصطلحين يتطلبان مفتاح حتىٰ يتم تفاعلهما.
١ ـ الشورىٰ.
٢ ـ المتشاورين.