حدث في معركة أحد حيث كان الامر النهائي للرسول وذلك بعد تجهزه للحرب. كما أن الشورىٰ قد تكون مرتبطة بمسائل بسيطة لا تشمل موارد الحدود الشرعية ولواحقها ، و ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) لا تخلو عن الإشعار بأن هذين الأمرين إنما هما في ظرف الولاية وتدبير الامور العامة مما يجري فيه المشاورة معهم (١).
الشورىٰ والدلالة الناتجة عن الأحداث والوقائع
إن أغرب شيء في تاريخ هذا المصطلح هو المطاطية التي اكتسبها بحيث لم يدل علىٰ دلالة واحدة ومعينة فأصبح عرضة للتغيرات الزمانية والمكانية. وهذا ناتج عن غياب مفهوم إسلامي حقيقي لهذا المصطلح ، وكما أبرزنا سابقاً أن أرضية علمية خاصة به مغيبة عن الواقع العملي. وضعف هذا الاصطلاح يبدأ من أول وهلة ، ومباشرة بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ كانت الشورىٰ هي الاتفاق الثلاثي الذي وقع في السقيفة والزام الناس بالبيعة ، والتي وقع فيها الهرج والمرج سواءاً داخل السقيفة أو في الخارج حيث البيت الهاشمي ، فكانت هذه البيعة فلتة كما سماها عمر بن الخطاب وقى الله المسلمون شرها ، وهذا دليل علىٰ جسامة هذا الامر المرتكب وإلّا ما سماها عمر فلته ولم يقل من عاد إليها فاقتلوه ، وقد تكاثر اللغط في السقيفة ، وهذا دليل يزيد من كون هذا المفهوم ـ أي الشورى ـ لم يكن وارد كفكرة وكمنهج لتحديد الحاكم.
______________
(١) السيد الطباطبائي ، الميزان : ٤ / ٥٦.