والمتمثل في النزعة الايديلوجية لطروحاته ، وكما يعبر عنها هو نفسه وبطريقه لا تثيره بكونه المعتزلي الوحيد حيث جعل مركز فكر التراث العربي والإسلامي هو الفكر الإعتزالي وعلىٰ ضوئه تتم قراءة الأحداث التاريخية مما يعطيه بعداً برغماتيا في التعاطي مع الأحداث التاريخية ; فيغيب فيها النقد الموضوعي والقراءة الصريحة.
يظهر لنا إذن علىٰ أن الذاتية والأنا رغم تغيّر الزمان والمكان فإنها تبقىٰ حاضرة بفعلها علىٰ المادة التاريخية ، وكما قال « كولينجورد » كلما خضع الإنسان في تصرفه لطبيعته الحيوانية ، لغرائزه وشهواته حاد عن شرعة التاريخ (١).
ويبقىٰ إذن أن نستلخص سؤالا جوهرياً يحدد أزمة التاريخ في الفكر الإسلامي العربي وهو كيف تعاطىٰ المؤرخ الإسلامي مع الأحداث التاريخية ؟ وماهي المحددات المتداخلة في إنتاج هذه المادة التاريخية ؟
______________
(١) عبد الله العروي ، مفهوم التاريخ : ١ / ٣٦ ط ٣ ، سنة ١٩٩٧ ، المركز الثقافي العربي.