.................................................................
______________
إلى التاريخ بكل محتوياته وبدون استثناء ، فرأى أنه قابل للنقد والنظر فيه وذلك من أجل تخليصه من تلك الأسطورية التي طبعته وأصبغها عليه المؤرخون والعلماء حيث يقول : « إنه من الغريب أن نلاحظ أن الفكر الإسلامي قد بقي اليوم يعيش علىٰ أفكار ابن حجر العسقلاني ( مات ٨٥٢ هـ / ١٤٤٩ م ) وأسلافه بخصوص موضوع الصحابة هذا علىٰ الرغم من أن هؤلاء يحتلون موقعاً مفتاحياً وأساسياً فيما يتعلق بنقل النصوص المؤسسة للإسلام ولكل تراثه. ولكننا نلاحظ أن تراجم ( كتاب الرجال ) لابن حجر تصور لنا شخصيات مثالية ترتفع بالخيال الإسلامي الشائع وتجيشه وتنكر ( = تقنع ، تحجب ) في ذات الوقت الحقيقة التأريخية المتعلقة بكل شخصية من الشخصيات المترجم لها. لقد آن الأوان لكي نفتح هذه الأضبارة الشائكة على مصراعيها ( كلياً ) اننا لانستطيع أن نكتفي بمفهوم العدالة الذي بلوره المحدثون ( أصحاب الحديث ) ، وإنما ينبغي إعادة تفحص كل الإسنادات ليس فقط عن طريق تطبيق المنهجية الوضعية للمؤرخ الحديث الذي لايهتم إلا بالمعطيات والأحداث التي يمكن تحديدها بدقة ويرمي كل ما عداها فهي ساحة المزيج المعقد الغامض للخرافات والأساطير الشعبية. وإنما نريد علىٰ العكس ، أن نبين أن العناصر الأسطورية الزائدة المضافة على سير الصحابة من أجل تشكيل شخصيات نموذجية مقدسة كانت قد دعمت « حقيقة » المعلومات التأسيسية المكونة لكل التراث الإسلامي بشكل أقوى مما فعلته المعطيات والأحداث التاريخية الواقعيّة التي حصلت بالفعل » [ تاريخية الفكر العربي الاسلامي ص ١٧ طبعة ١١١ ترجمة هاشم صالح ].
ومن هنا تظهر جرأة الكاتب
ومحاولته إخراج التاريخ من تلك النظريات