الحسين عليهالسلام لذهبت كل القيم الإسلامية لأنه أول من فتح الثورة علىٰ الظلم والطغيان فجاءت ثورة التوابين والمختار الثقفي ، وزيد بن علي رضياللهعنه وابنه يحيىٰ ، واستيقظت الضمائر بعدما انحنت للظلم فاستشهد التابعي الجليل سعيد بن جبير. إذن كل هذا الإحياء الديني حركته ثورة الإمام الحسين عليهالسلام ولكن الغريب أن نجد إنساناً غربياً يفهم هذه الأبعاد العظمىٰ للثورة الحسينية ولا يفهمها من يعيش داخل هذا الدين.
فقد قال ماربين في كتابه السياسة الإسلامية :
« إن حركة الحسين في خروجه علىٰ يزيد كانت عزمة قلب عزّ عليه الإذعان وعزّ عليه النصر العاجل فخرج بأهله وذويه ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الآجل بعد موته ، ويحيي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة.
هكذا فهم هذا الغربي البعد الحقيقي والسامي (١) لثورة الامام الحسين عليهالسلام والذي قال فيه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط ) (٢).
إذن لماذا هذا الحب المفرط من رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ إذا لم يكن يعلم صلاحه ورشده لكن عالمنا النحرير لم تحركه هذه الأحاديث بل يرىٰ في قتل الإمام الحسين حالة عادية بحيث يرىٰ بأن يزيد ليس بأعظم
______________
(١) ابو الشهداء : ١١٨ عن ماربين في كتابه بواسطة صائب عبد الحميد ابن تيمية حياته عقائده ص ٤٠٢.
(٢) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير : ٨ / ١٤١٥ ، ح ٣٥٣٦.