صرّح الإمام أحمد بأنّ أهل الثغر غير راضين عنه ، و أنّه لا يعرفه بطلب الحديث و لا رآه يطلب الحديث (١) ، و لمّا سُئل أبو سلمة بن شبيب عن علم الحلواني قال : يُرمى في الحُشّ (٢) ، و أحسن ما يقال عنه أنّه يُتوقّف وينظر فيه ، فإذا عارضه الثقات فإنه لا يحتج بما يروي ، و سيأتيك أنّ الثقات لم يرووا عن ابن عباس إلاّ المسح.
كما إنّ في هذا الإسناد عباد بن منصور ، الذي كان قدريّاً (٣) ، بل داعية إلى مذهب القدر كما صرّح بذلك ابن حبّان (٤) ، و الداعيةُ لا يحتجّ به أصلاً (٥) ، كما أنّه كان مدلّساً (٦) ، و قد تغيَّر بأَخَرَة (٧) ، و قد قال بشّار عواد في حقّه : ضعيف ، ضعّفه يحيى بن معين ، و أبو زرعة ، و أبو حاتم الرازيان ، و العقيلي ، و أبو داود ، و النسائي ، و ابن سعد ، و أبو بكر بن أبي شيبة ، و وهب بن جرير ، و علي بن المديني ، و إبراهيم بن يعقوب
_______________________________
(١) تهذيب الكمال ٦ : ٢٦٢ ، تاريخ الخطيب ٧ : ٢٦٥ ، تهذيب التهذيب ٢ : ٢٠٣.
(٢) المصدر نفسه ، و الحش : البستان و الكنيف و هو كناية عن عدم أخذهم به وجرحهم له.
(٣) ميزان الاعتدال ٢ ٦ ٣٧٦ ، و انظر هامش تهذيب الكمال ١٤ : ١٦٠ عن تاريخ الدوري ٢ : ٢٩٣.
(٤) ميزان الاعتدال ٢ : ٣٧٨ الترجمة ٤١٤١ ، المجروحين ، لابن حبان ٢ : ١٦٥.
(٥) انظر مقدمة ابن الصلاح : ٢٣٠ ، و الخلاصة : ٩١ ، و فتح الباري : ٣٨٢ ، و تدريب الراوي ١ : ٢٢٥ ، و مقدمة فتح الباري : ٣٨٢ ، و تقريب النووي : ١٣.
(٦) هذا ما قاله الساجي. انظر ميزان الاعتدال ٢ : ٣٧٦ الترجمة ٤١٤١ ، و تهذيب التهذيب ٥ : ١٠٥.
(٧) هذا ما قاله النسائي. انظر الضفعاء و المتروكين له : الترجمة ٤١٤ ، و تهذيب الكمال ١٤ : ١٦٠ ، و ميزان الاعتدال ٢ : ٣٧٦.