الجوزجاني ، و يعقوب بن سفيان ، و ابن حبان ... فهذا بحكم المجمع على تضعيفه (١).
وحال هذه الأسانيد الخمسة ـ المنتظِمة تحت طريقين ـ و حال رواتها ، واضحٌ عدم صلاحها لإلقاء عهدة الوضوء الغسلي على عاتق ابن عباس و هو منه براء ، إذ الثابت بالأسانيد الصحيحة أنّ ابن عباس كان يروي الوضوء الثنائي المسحي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لا غير.
المناقشة الدلالية
إنّ المتتبع لمرويّات زيد بن أسلم عن عطاء الغسليّة ، يشاهد الاضطراب واضحاً فيها ؛ إذ ورد في إسناد أبي داود الأوّل « ب » ـ خبر هشام بن سعد ـ قوله : « قبض قبضة أخرى من الماء فرشّ على رجله اليمنى وفيها النعل ، ثمّ مسحها بيديه ، يد فوق القدم و يد تحت النعل ، ثمّ صنع باليسرى مثل ذلك ... ».
وأخرج الحاكم بسنده إلى هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم قوله « ... أنّه أغرف غَرفة ، فرشّ على رجله اليمنى و فيها النعل ، و اليسرى مثل ذلك ، و مسح بأسفل النعلين » (٢).
وأخرج الطبراني بسنده إلى روح بن القاسم ، عن زيد بن أسلم ، عنه عطاء ، عن ابن عبّاس : أنّه أخذ بيده ماءً فنضحه على قدميه ،
_______________________________
(١) تحرير تقريب التهذيب ٢ : ١٨٠ ـ ١٨١.
(٢) المستدرك للحاكم ١ : ١٤٧.