على ظاهر النعلين ـ بما هما نعلانِ ـ فكيف بأسفلهما ؟!!
ولذلك صرّح ابن حجر في الفتح ، و صاحبا عون المعبود و بذل المجهود ، بأنّ هذه الرواية إن لم تحمل على التجوّز عن القدم فهي شاذة (١).
و ثانياً : إنّ ما رواه أبو داود و الحاكم و الطبراني جميعاً عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، من أنّ عبّاس « رشّ ثمّ مسح » ، يخالف ما ذكره البخاري من أنّه « رشّ حتّى غسل » ، و هو اضطراب واضح في النقل عن زيد بن أسلم.
وثالثاً : إنّ رواية أبي داود و الحاكم و الطبراني و الطحاوي ذكرت : أنّ قدمي ابن عبّاس ـ حكاية عن صفة قدمي النّبي في الوضوء ـ كانتا في النعل ، و أما رواية البخاري فهي خالية عن ذكر النعلين ، و هذا الاختلال في متن رواية طريقها واحد ـ و هو زيد بن أسلم عن عطاء عن بن عبّاس ـ يسقطها عن الحجية.
ورابعاً : إنّ ما رواه النّسائي من رواية الدراودي « د » هي رواية خالية من حكم الرجلين ، و هي لا تتفق مع ما روي عن ابن عبّاس من مسحه ما تحت النعلين تارة ، و غسله للقدمين أخرى ، و مسحه لهما ثالثة و ... كما أنّها لا تتفق مع ما أخرجه الطحاوي عن الدراوردي أيضاً من أنّ ابن عبّاس نقل هذا الوضوء عن النّبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : « إنّه صلىاللهعليهوآله رشّ على قدميه وهو متنعّل » فلم يُذكر فيها مسح و لا غسل !!
وهذا لعمري عين الاضطراب الّذي يعنيه علماء الدراية في بحوثهم.
_______________________________
(١) اُنظر عمدة القاري ٢ : ٢٦٤ ، وعون المعبود ١ : ١٥٩ ، و بذل المجهود ١ : ٣٤١.