بما يعتقدونه ويقولونه.
الثانية : كثرة الرواة الّذين رووا عن ابن عبّاس المسح ، فقد روى ذلك عنه الربيّع بنت المعوذ (١) و عكرمة (٢) و جابر(٣) و يوسف بن مهران (٤).
و أغلب هؤلاء من تلامذة ابن عبّاس ، و بينهم من دوّن عنه أحاديثه ، بعكس رواة الغسل عنه ، فهم أقلّ عدداً وليسوا ممّن اختصّ بابن عبّاس ؛ إذ عرفت انحصار رواية الغسل عنه بعطاء بن يسار و سعيد بن جبير ، و سعيد و أن كان من المدوّنين لحديث ابن عبّاس لكنّا بيّنا ضعف الطريق إليه بوجود عبّاد بن منصور فيه ، و هو المضعَّف عند الجميع ، و حينما سقطت رواية سعيد بن جبير بقي طريق عطاء بن يسار ، و هذا ـ أي عطاء ـ لم يختص بابن عبّاس ولم يدوِّن عنه ، بعكس رواة المسح حسبما ستعرف.
الثالثة : سعى أهل الاجتهاد و الرأي ـ من خلال رسم أصول الجرح و التعديل ـ لتضعيف رواة الوضوء المسحي ؛ لا لكونهم قد رووا الوضوء المسحيّ حسب ، بل لروايتهم أحاديث غريبة منكرة بنظرهم لم يألفوها في كتبهم و صحاحهم !!
نعم ، إنّهم قد ضعفوا أئمّة حفاظاً كانت الجماعة ـ أصحاب الصحاح و السنن ـ قد روت لهم في موارد أخرى ، و اعتبروا روايتهم لهذه الأحاديث جرحاً لهم لكونها منكرة و غريبة بنظرهم !! فمثلاً لو لحظت الإسناد الأول
_______________________________
(١) كما مرّ عليك في الأسانيد المسحية عن ابن عبّاس و شهادة الربيّع بأنّ مذهب ابن عبّاس هو المسح.
(٢ ـ ٣) الماران قبل قليل.
(٤) تفسير ابن كثير ٢ : ٤٤.