( الثاني ) أحببت بمعنى لزمت الخير عن ذكر ربي عن كتاب ربي وهو التوراة أو غيرها. فكما أن ارتباط الخيل في كتابنا ممدوح فكذا في كتابهم ، وهذا أولى من الأول ، لأن فيه تقرير الظاهر.
( الثالث ) أن الإنسان قد يقول : إني أحب كذا ولكني أحب أن لا أحبه كالمريض الذي يشتهي ما يؤذيه فأما من أحب شيئا وأحب محبته له كان ذلك غاية المحبة ، فقوله : أحببت حب الخير بمعنى أحببت حبي لهذه الخيل. وهذا الوجه الذي استنبطته أظهر الوجوه. والضمير في ( حتى تورات ) وفي ( ردّوها ) يحتمل أن يكون عائدا إلى الشمس لأنه جرى ذكر ما له تعلق بها وهي العشى ، وأن يكون عائدا إلى الصافنات وهذا أولى الوجهين ، لأنها مذكورة صحيحا دون الشمس ولأنه أقرب في الذكر من لفظ العشى ، وعند ذلك يفرض هاهنا احتمالات أربعة.
( الأول ) أن يعود الضمير إلى الصافنات ، كأنه قيل : حتى توارت الصافنات بالحجاب ردوا الصافنات إلى.
( الثاني ) أن يعود إلى الشمس ، كأنه قيل : حتى تورات الشمس بالحجاب ردوا الشمس ، قيل : إنه عليه الصلاة والسلام لما فاتته الصلاة سأل اللّه أن يرد الشمس وهذا بعيد لأن قوله ( ردوها ) خطاب للجمع والأنبياء لا يخاطبون اللّه تعالى بمثل هذا.
( الثالث ) أن يعود الأول إلى الشمس والثاني إلى الصافنات. وهو الذي ذهب إليه الأكثرون كأنه قيل حتى توارت الشمس بالحجاب. ردوا الصافنات إليّ. وهذا أبعد لأنهما ضميران وردا في موضع واحد فتفريقهما لا بالدليل غير جائز.
( الرابع ) أن يعود الأول إلى الصافنات والثاني إلى الشمس. وهذا