أهلا لأن يقتدى بهم في أعمالهم وسيرتهم ، ويلتزم ما يبلغون عن اللّه تعالى من الشرائع والآداب والأحكام.
ثم هم فوق هذه الإمامة ، وأكثر من هذه القدوة التي يلزم لها ذلك الكمال وعلو المنزلة ـ أشد الخلق صلة باللّه تعالى ، وأقربهم إليه ـ بما نالوا من شرف تكليمه سبحانه وتعالى لهم وتنزيل وحيه عليهم ، واختصاصهم بأن يكونوا سفراءه إلى خلقه ، وحملة الأمانة العظمى إلى عباده ، والمبلغين عنه سبحانه المراسيم الإلهية والأوامر الكريمة ، والهدى والرحمة ، ( اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ اَلنّٰاسِ ) (١) فلا غرو إن كانوا من أجل هذا ، ومن أجل غيره أكثر مما ذكرنا ـ صفوة خلق اللّه ، وخلاصة عباده الذين اجتباهم وهداهم إلى صراطه المستقيم ( أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ هَدَى اَللّٰهُ فَبِهُدٰاهُمُ اِقْتَدِهْ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرىٰ لِلْعٰالَمِينَ ) (٢) ( أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنٰا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرٰاهِيمَ وَإِسْرٰائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنٰا وَاِجْتَبَيْنٰا إِذٰا تُتْلىٰ عَلَيْهِمْ آيٰاتُ اَلرَّحْمٰنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا ) (٣) وإنه لتتجلى رحمة اللّه تعالى في أجلى مظاهرها وتبدو واضحة في أسمى معانيها في إرسال اولئك المصطفين الخيرة هداة مرشدين ، ونصحاء مبلغين ، ورحماء واعظين ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّٰ يَكُونَ لِلنّٰاسِ عَلَى اَللّٰهِ حُجَّةٌ بَعْدَ اَلرُّسُلِ وَكٰانَ اَللّٰهُ
__________________
١ ـ سورة الحج ، الآية ٧٥.
٢ ـ سورة الانعام ، الآية ٩٠.
٣ ـ سورة مريم ، الآية ٥٨.