فإن بينهم وبين الرافضة قدرا مشتركا في الغلو وفي الجهل والانقياد لما لا يعلم صحته والطائفتان شبيهتان بالنصارى في ذلك. وقد تقرب إليهم بعض المصنفين من الغلاة في مسألة العصمة » ا ه.
وإنا لنعلم علما ضروريا أن أول من عرف الأنبياء وسمع أحاديثهم والحديث عنهم من هذه الأمة هم الصحابة رضي اللّه عنهم وبين ظهرانيهم نزل جبريل على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله تعالى : ( مٰا كٰانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرىٰ حَتّٰى يُثْخِنَ فِي اَلْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ اَلدُّنْيٰا وَاَللّٰهُ يُرِيدُ اَلْآخِرَةَ وَاَللّٰهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْ لاٰ كِتٰابٌ مِنَ اَللّٰهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمٰا أَخَذْتُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ ) (١) ويشهدون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين تنزل عليه هذه الآيات في أسرى بدر يبكي هو وأبو بكر ويبكي عمر لبكائهما وينزل جبريل على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله : ( إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمٰا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرٰاطاً مُسْتَقِيماً ) (٢) ويسمعون غير هذا من آيات القرآن الكريم من قصة زيد وزينب وأضرابها وأشباهها ويسمعون قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم « ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا » (٣) وقوله : « توبوا إلى اللّه فإني أتوب إلى اللّه في اليوم مائة مرة » (٤) وقوله : « اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي » (٥) إلى غير ذلك من ادعيته الكثيرة المشهورة في مثل هذا ، يسمع الصحابة رضي اللّه عنهم كل هذا ولا يزدادون إلا حبا لهذا القائل صلّى اللّه عليه وسلّم وتعلقا به وطاعة له ،
__________________
١ ـ سورة الانفال آية ٦٧ ـ ٦٨.
٢ ـ سورة الفتح الآية ١ ـ ٢.
٣ ـ رواه الترمذي والدارمي والنسائي وابن حنبل.
٤ ـ رواه مسلم ولفظه ( .. واستغفروه فاني .. ) الحديث.
٥ ـ متفق عليه.