نٰاراً خٰالِداً فِيهٰا وَلَهُ عَذٰابٌ مُهِينٌ ) (١) ولكانوا ملعونين ، لقوله تعالى : ( أَلاٰ لَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلظّٰالِمِينَ ) (٢) وبإجماع الأمة هذا باطل فكان صدور المعصية عنهم باطلا.
( الحجة السادسة ) أنهم كانوا يأمرون بالطاعات وترك المعاصي ولو تركوا الطاعة وفعلوا المعصية لدخلوا تحت قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ ) (٣) وتحت قوله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ اَلنّٰاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) (٤) ومعلوم أن هذا في غاية القبح ، وأيضا أخبر اللّه تعالى عن رسوله شعيب عليه الصلاة والسلام أنه برأ نفسه من ذلك ، فقال : ( وَمٰا أُرِيدُ أَنْ أُخٰالِفَكُمْ إِلىٰ مٰا أَنْهٰاكُمْ عَنْهُ ) (٥).
( الحجة السابعة ) قال اللّه تعالى في صفة إبراهيم وإسحاق ويعقوب ( إِنَّهُمْ كٰانُوا يُسٰارِعُونَ فِي اَلْخَيْرٰاتِ ) (٦) والألف واللام في صيغة الجمع تفيد العموم فدخل تحت لفظ (الخيرات) فعل كل ما ينبغي وترك كل ما لا ينبغي ، وذلك يدل على أنهم كانوا فاعلين لكل الطاعات وتاركين لكل المعاصي.
( الحجة الثامنة ) قوله تعالى ( وَإِنَّهُمْ عِنْدَنٰا لَمِنَ اَلْمُصْطَفَيْنَ اَلْأَخْيٰارِ ) (٧) وهو أن اللفظين أعني قوله تعالى ( اَلْمُصْطَفَيْنَ ) وقوله ( اَلْأَخْيٰارِ ) يتناولان جملة الأفعال والتروك ، بدليل جواز الاستثناء ، يقال : فلان من المصطفين الأخيار إلا في كذا ، والاستثناء يخرج من الكلام ما لولاه لدخل ، فدلت هذه الآية على أنهم كانوا من المصطفين
__________________
١ ـ سورة النساء الآية ١٤.
٢ ـ سورة هود الآية ١٨.
٣ ـ سورة الصف الآية ٣.
٤ ـ سورة البقرة الآية ٤٤.
٥ ـ سورة هود الآية ٨٨.
٦ ـ سورة الأنبياء الآية ٩٠.
٧ ـ سورة ص الآية ٤٧.