خلق الأفعال؛ فإنه لما عرف أنها محدثة عرف أنما ممكنة وكان من المعلوم أن المصحح لمقدورية اللّه تعالى هو الإمكان ، فعرف أن كل ممكن مقدور للّه تعالى فإنه لا يقع بقدرة غيره فعرف أن كل ممكن خرج من العدم إلى الوجود فلم يخرج إلا به فعلم أن خالقه ومربيه ليس الفلك ولا الملك بل هو اللّه الواحد القهار (١).
( السؤال السابع ) : كيف عرف أنه فطر السموات فإن بقي هاهنا احتمال آخر وهو أن الجسم وإن كان محدثا إلا أن هيولاه قديمة. وعلى هذا التقدير لا يكون هو تعالى فاطرها. ودليل الحركة لا يفيد إلا حدوث الجسم من حيث أنه جسم فأما حدوث الهيولي التي هي جزء ماهية الجسم فلا.
( وجوابه ) : لما عرف حدوث الجسم عرف لا محالة حدوث هيولاه لأن هيولاه لو كانت قديمة لكانت في الأزل قابلة للصورة ، لأن قابليتها لها لازمة لماهيتها ، ولو حصلت القابلية في الأزل لكان المقبول صحيح الوجود ، لأن القابلية نسبية وإمكان النسب متوقف على إمكان المنتسبين لكن المقبول لما كان ممتنع الوجود في الأزل فكانت القابلية كذلك فكان القابل كذلك ، فكان الكل كذلك.
( السؤال الثامن ) : كلمة ( الذي ) موضوعة لتعريف المفرد بقضية معلومة فيما قبل وكونه فاطر السموات والأرض لم يكن معلوما قبل ذلك إنما صار معلوما له في تلك الحالة فكيف قال ( للذي فطر السموات ).
( جوابه ) : أنه لما عرف أن العالم محدث انضمت إليه مقدمة أخرى ضرورية وهي أن كل محدث له محدث ، فتولد منهما بأن
__________________
١ ـ للمؤلف اشارات لطيفة في الرد على هذا الموضوع في تفسيره فلينظر / ٨١.