أنه إنما صح منه أن يقدر على مقدور لكون ذلك المقدور ممكنا ، فعرف أن الإمكان هو المصحح للمقدورية ، فعرف أنه لو وجد لها آلهان لقدر كل واحد منهما على عين مقدور الآخر لكنه محال ، لما أنه يقتضي وقوع مقدور من قادرين من جهة واحدة هو محال ، لأنه يلزم استغناؤه بكل واحد منهما عن كل واحد منهما ، ولما كان ذلك باطلا كان القول بحدوث الأجسام نافيا للشرك من هذا الوجه. وهذه هي الأدلة الدالة على التوحيد ونفي الأضداد والأنداد في الذات والصفات والأفعال وهو اللّه تعالى واحد في ذاته لا شريك له وواحد في صفاته لا نظير له وواحد في الحلق والإيجاد لا شبيه له.
( السؤال الحادي عشر ) : ( فَلَمّٰا جَنَّ عَلَيْهِ اَللَّيْلُ ) ابتدأ أولا بالنظر في الكواكب ، فلم لم يبتدئ بالنظر في نفسه ثم في أحوال هذا العالم من العناصر؟
( جوابه ) : الدليل الدال على حدوث الكواكب دال على حدوث العناصر ولا ينعكس فكان الاشتغال بالأعم أهم.
( السؤال الثاني عشر ) : هب أنه عرف أن للعالم صانعا. ولكن لم اشتغل بعبادته في الحال فقال : ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَاَلْأَرْضَ ).
( جوابه ) : من قال شكر المنعم واجب عقلا فلا إشكال عليه ومن لم يقل به حمل الآية على العلم دون العمل. وفيه إشكال لأن العلم أيضا عمل فقبل السمع أو لم يجز العمل لما جاز لإبراهيم هذا العمل.
( السؤال الثالث عشر ) لم قال : (وجهت وجهي للذي) ولم يقل وجهت قلبي ، مع أنه أولى.
( جوابه ) هذا يدل على أن الاعتقاد لا بدّ معه في تزكية الروح