(وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ) : أجمع عليهم ، (بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) : بكل راكب وماش في الضلالة ، (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) : ما يكسبونه من حرام وينفقونه في معصية (١) ، (وَالْأَوْلادِ) : إذا ولدوهم بالزنا (٢) ، أو عوّدوهم الضلالة والبطالة.
٦٧ (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ) : بطل ، كقوله (٣) : (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) ، أو غاب كقوله (٤) : (أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ).
«الحاصب» (٥) : الحجارة الصغار (٦). وقيل (٧) : الريح التي ترمى
__________________
الدنيا في «ذم الملاهي» ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد رحمهالله تعالى.
وعقّب الطبري على هذه الأقوال بقوله : «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال : إن الله تبارك وتعالى ـ قال لإبليس : واستفزز من ذرية آدم من استطعت أن تستفزه بصوتك ، ولم يخصص من ذلك صوتا دون صوت ، فكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته ، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله ، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله تبارك وتعالى اسمه ـ له : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) اه.
(١) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٨.
وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٥ / ١١٩ عن ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٤ عن الحسن رحمهالله تعالى.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٥٨.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٥ / ١٢٠ ، ١٢١) عن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥ / ٣١٢ ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن ابن عباس رضياللهعنهما.
(٣) سورة محمد : آية : ١.
(٤) سورة السجدة : آية : ١٠ ، ومصدره في القولين ـ فيما يبدو ـ تفسير الماوردي : ٢ / ٤٤٥.
وانظر زاد المسير : ٥ / ٦١.
(٥) في قوله تعالى : (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً) [آية : ٦٨].
(٦) تفسير الطبري : ١٥ / ١٢٤ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٥١.
(٧) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٩.