وأبي ذر (١).
__________________
بقوله :
أنكرت ليلة اذ صار الوصى إلى |
|
ارض المدائن لما أن لها طلبا |
وغسل الطهر سلمانا وعاد إلى |
|
عراص يثرب والاصباح ما وجبا |
وقلت ذلك من قول الغلاة وما |
|
ذنب الغلاة اذا لم يوردوا كذبا |
فآصف قبل رد الطرف من سبأ |
|
بعرش بلقيس وافى يخرق الحجبا |
فأنت في آصف لم تغل فيه بلى |
|
في (حيدر) أنا غال ان ذا عجبا |
ان كان (أحمد) خير المرسلين فذا |
|
خير الوصيين أو كل الحديث هبا |
وقد وردت الابيات بتغيير وتفاوت في مناقب آل أبى طالب للحافظ ابن شهر آشوب السروى في ج ٢ ص ١٣١ ونسبت إلى ابى الفضل التميمى وبناءا على ذلك فيكون الشريف الاقساسى استشهد بها ولم تكن له اذان وفاة الحافظ ابن شهر آشوب سنة ٥٨٨ قبل ولادة المستنصر بسنة فلاحظ.
(١) اسمه جندب بن جنادة كما هو مشهور وقيل في اسم أبيه غير ذلك ، صحابى جليل مشهود من السابقين إلى الاسلام هاجر بعد وقعة بدر ، وفيه قال النبى صلىاللهعليهوآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذى لهجة أصدق من أبى ذر ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده ، ويدخل في الجنة وحده. وله مواقف جليلة في الاسلام ، نفاه عثمان بن عفان من المدينة إلى الشام حين ثقل عليه وجوده لامره بالمعروف و انكاره المنكر.
ولما حل بالشام ازداد في دعوته فثقل على معاوية ذلك لما كان يلمسه من استجابة الناس لابى ذر فكتب إلى عثمان يطلب ابعاده عن الشام فأجابه بحمله على أصعب مركب ، فسيره مع من يغذ به السير بعنف على قتب بغير وطاء ، فأجهده ذلك فما وصل المدينة الا وقد تهرى لهم فخذيه وبلغ منه الجهد.
فجرى بينه وبين عثمان كلام أغضبه فحاول استمالة أبى ذر بالاموال فلم يفلح فنفاه إلى الربذة وهي قرية تبعد عن المدينة بثلاثة أيام قريبة من ذات عرق فعاش هناك وحيدا