وكذا يستحب زيارة كل من يعلم فضله وعلو شأنه ومرقده ورمسه من أفاضل صحابة النبي صلىاللهعليهوآله كسلمان (١) ...
__________________
أيضا ، الا أن المرحوم العلامة السيد مهدى القزوينى ذكر في كتابه فلك النجاة ص ٣٣٥ ذلك وقال : والاصح أنه عن الغرى ستة عشر فرسخا ، ولم يعين جهته ، ولم نعرف بقرب الغرى موضعا ينسب اليه سوى المقام الذى على شاطى ء الفرات وهو المكان الذى ألقته فيه الحوت وقد أشار إلى ذلك ايضا السيد القزوينى رحمهالله فراجع.
(١) هو أبوعبدالله وقيل في كنيته ايضا أبوالحسن وأبواسحاق كما في الكشى ، أسلم عند قدوم النبى صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ، وكان قبل ذلك قرأ الكتب في طلب الدين ، وكان عبدا لقوم من بنى قريظة فكاتبهم فأدى النبى صلىاللهعليهوآله كتابته وعتق ، وأول مشاهده مع النبى صلىاللهعليهوآله الخندق وقيل في حفره أنه كان برأى منه.
وقد وردت أخبار كثيرة في فضله كقوله صلىاللهعليهوآله سلمان منا أهل البيت ، وكقوله صلىاللهعليهوآله أمرنى ربى بحب أربعة قالوا أصحابه : ومن هم يا رسول الله؟ قال : على بن أبى طالب (ع) والمقداد بن الاسود وأبوذر الغفارى وسلمان.
وقد كتب في أخباره وما ورد في فضله جماعة من المؤلفين ، وأوفى من كتب هو خاتمة المحدثين الشيخ النورى رحمهالله ، فانه كتب كتابا سماه (نفس الرحمان في فضائل سلمان) جمع فيه فأوعى.
توفى سلمان رضى الله بالمدائن في سنة ٣٤ هـ عن عمر طويل قيل بلغ ثلاثمائة سنة وقيل غير ذلك وتولى غسله وتجهيزه الامام أميرالمؤمنين (ع) جاءه من المدينة إلى المدائن وذلك أمر مستفيض ثابت اشتهر حتى نظمه الشعراء.
ومما يستطرف نقله في المقام ما رواه القاضى المرعشى في مجالس المؤمنين ج ١ ص ٥٠٧ أن الخليفة المستنصر بالله العباسى خرج يوما إلى زيارة قبر سلمان سلام الله عليه ومعه السيد عز الدين ابن الاقساسى فقال له الخليفة في الطريق : ان من الاكاذيب ما يرويه غلاة الشيعة من مجئ على بن أبى طالب (ع) من المدينة إلى المدائن لما توفى سلمان وتغسيله اياه ومراجعته في ليلته إلى المدينة ، فأجابه ابن الاقساسى بالبديهة