بمخصرتك (١) ، وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة (٢) ، واستأصلت الشأفة (٣) بإراقتك دماء ذرّية محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب؟!
أتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم؟! فلتردن وشيكاً (٤) موردهم ، ولتودّن أنك شُللت وبُكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت. اللهمَّ خذ لنا بحقّنا ، وانتقم ممّن ظلمنا ، واحلُل غضبك بمَن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا.
فوالله يا يزيد ، ما فريت (٥) إلاّ جلدك ، ولا حززت إلاّ لحمك ، ولتردنّ على رسول الله بما تحمّلت من دماء ذرّيته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله تعالى شملهم ، ويلمّ شعثهم ، ويأخذ بحقّهم ، (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (٦). وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمّد (صلّى الله عليه وآله) خصيماً ، وبجبرئيل ظهيراً ، وسيعلم مَن سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (٧) ،
__________________
(١) المخصرة (بكسر الميم) : كالوسط ، أو كلّما اختصره الإنسان بيده فأمسكه من عصا ونحوها.
(٢) نكأت القرحة : أي وسعت مكان جراحها.
(٣) الشأفة : قرحة تخرج في أسفل القدم فتكون وتذهب ، والأصل استأصل الله شافته ، أذهبه كما تذهب تلك القرحة ، أو أزاله من أصله.
(٤) وشيكاً : أي سريعاً.
(٥) الفري : القطع.
(٦) سورة آل عمران / ١٦٩.
(٧) سورة الكهف / ٥٠.