وأمّا قولك : مع قضاء دين أبيها ، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا؟!
وأمّا قولك : صلح ما بين هذين الحيِّين ، فإنّا قوم عاديناكم في الله ، ولم نكن نصالحكم للدنيا ؛ فلعمري لقد أعيا النسب ، فكيف السبب؟!
وأمّا قولك : والعجب كيف يستمهر يزيد! فقد استمهر مَن هو خير من يزيد ، ومن أبِ يزيد ، ومن جدِّ يزيد.
وأمّا قولك : إنّ يزيد كفؤ مَن لا كفؤ له ، فمَن كان له كفؤ قبل اليوم فهو كفؤه اليوم ، ما زادته إمارته في الكفاءة شيئاً.
وأمّا قولك : وجهه يستسقى به الغمام ، فإنما كان ذلك وجه رسول الله.
وأمّا قولك : مَن يغبطنا به أكثر ممّن يغبطه بنا ، فإنّما يغبطنا به أهلُ الجهل ، ويغبطه بنا أهلُ العقل».
ثمّ قال (عليه السّلام) : «فاشهدوا جميعاً أني قد زوّجت اُمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمِّها القاسم بن جعفر على أربعمئة وثمانين درهماً ، وقد نحلتها ضيعتين بالمدينة ـ أو قال : أرضي بالعقيق ـ ، وإنّ غلتها بالسنة ثمانية آلاف دينار ، ففيها لها غنى إن شاء الله تعالى» (١).
قال الراوي : فتغيّر وجه مروان ، وقال : أغدراً يا بني هاشم؟ تأبون إلاّ العداوة!
فذكّره الحسين (عليه السّلام) خطبة الحسن عائشة وفعله ، ثمّ قال : «فأين موضع الغدر يا مروان؟».
__________________
(١) وروي أنّه أنحلها (البغيبغات) ، وهي ثلاث عيون في ينبع ، يقال لإحداها : خيف ليلى ، وللثانية : خيف الأراك ، وللثالثة : خيف البعاس.