وقال عليهالسلام «إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني» (١).
في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها ، وأمرها في الكتب عند أصحاب الحديث أشهر من أن يحتاج فيه إلى برهان ، على أن كتاب الله عز وجل شاهد بما ذكرناه ، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ما وصفناه :
قال الله سبحانه وتعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (٢) ، فأخبر تعالى عن ردتهم بعد نبيه صلىاللهعليهوآله على القطع والثبات.
وقال جل اسمه : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) (٣) فأنذرهم الله سبحانه من الفتنة في الدين ، وأعلمهم أنها تشملهم على العموم ، إلا من خرج بعصمة الله من الذنوب.
وقال سبحانه وتعالى : (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون) (٤) وهذا صريح في الخبر عن
__________________
(١) مسند أحمد ٦ : ٣٠٧.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.
(٣) سورة الأنفال ٨ : ٢٥.
(٤) سورة العنكبوت ٢٩ : ١ ـ ٤.