ملاحظة :
قد أثبتنا في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله إيمان آبائه صلىاللهعليهوآله إلى آدم وكانت أمه صلىاللهعليهوآله موحدة ، بل إن الروايات التي تحدثت عن أنه لا يريد أن تكون لكافر أو مشرك عنده نعمة تجزى تدل على ذلك أيضاً.
فإن التربية للنبي صلىاللهعليهوآله من النعم ، والأيادي عنده ، والتي تستوجب منه الشكر والجزاء.
وهذا ما يجعلنا نعتقد : أن الرواية الأخيرة التي ذكرت كفر والدة النبي صلىاللهعليهوآله بعيدة عن الصحة أيضاً.
سادساً : إن آية النهي عن الاستغفار للمشركين ، قد جاءت عامة ولا يظهر منها : أنها تتحدث عن أمر قد حصل أصلاً ، ولو سلمنا : أنها تشير إلى واقعة من نوع ما ، فلا يمكن أن تكون هي استغفار النبي صلىاللهعليهوآله لأمه ، لأنه صلىاللهعليهوآله لا يفعل إلا ما يعلم أنه مرضي لله تعالى ، ولا يقدم على أي فعل من تلقاء نفسه.
على أنه لابد من الإجابة على السؤال عن السبب الذي جعل النبي صلىاللهعليهوآله ينسى الاستغفار لأمه إلى آخر أيام حياته؟
سابعاً : إن قول أبي طالب : بل على دين عبد المطلب ، هو من أدلة إيمانه ، لا من أدلة كفره؛ إذ إن عبد المطلب لم يكن كافراً ولا مشركاً ، بل كان مؤمناً على دين الحنيفية.