بداية :
إننا قبل أن ندخل في الحديث عن دلائل إيمان شيخ الأبطح ، نقدم إضمامة فواحة بعبير الإيمان من مواقف أبي طالب الهادفة إلى إعزاز دين الله ، ونصرة وحفظ خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله ، معتمدين في ذلك ـ بصورة عامة ـ على ما ذكرناه في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ، مع بعض التقليم والتطعيم ، فنقول :
المفاوضات الفاشلة :
قال ابن إسحاق وغيره : لما بادى رسول الله صلىاللهعليهوآله قومه بالإسلام ، وصدع به ، كما أمره الله ، لم يبعد منه قومه ، ولم يردوا عليه ـ فيما بلغني ـ حتى ذكر آلهتهم وعابها ، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه ، وأجمعوا على خلافه وعداوته ، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام ، وهم قليل مستخفون. وحدب على رسول الله صلىاللهعليهوآله عمه أبو طالب عليهالسلام ، ومنعه ، وقام دونه. ومضى رسول الله صلىاللهعليهوآله على أمر الله مظهراً لا يرده شيء.
فلما رأت قريش : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه ، من فراقهم ، وعيب آلهتهم ، ورأوا أن عمه أبا طالب