ونقول :
إنه فضلاً عن سقوط الرواية من ناحية السند. نلاحظ :
أولاً : إن من الواضح : أن الذين يسألونه صلىاللهعليهوآله عما ينجي من الوسوسة كانوا يقولون تلك الكلمة ، ويشهدون الشهادتين ، ولكنهم كانوا ـ مع ذلك ـ مبتلين بالوسوسة ، فكيف يأمرهم صلىاللهعليهوآله بقولها للنجاة من ذلك؟!.
إلا أن يقال : إن المراد هو : كثرة التلفظ بها وتكرارها.
غير أننا نقول : إن إرادة هذا المعنى بعيدة عن مساق الرواية ، فإن ما طلبه من أبي طالب ـ لو صحت الرواية ـ هو مجرد التلفظ بالشهادتين ..
ثانياً : إن نفس هذه الرواية مروية بسند صحيح ، وتفيد : أن الخلاف كان بين سعد وعثمان ، وأن الذي حكم بينهما هو عمر بن الخطاب ، وذكر : دعوة ذي النون : (لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّيِ كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). ولم يذكر أبا طالب عليهالسلام (١).
أبو بكر حين أسلم أبوه :
وزعموا أيضاً : أنه لما مد أبو قحافة يده ليسلم ، بكى أبو بكر ، فقال له صلىاللهعليهوآله : ما يبكيك؟!
__________________
(١) مجمع الزوائد ج ٧ ص ٦٨ عن أحمد ورجاله رجال الصحيح ، باستثناء إبراهيم بن محمد بن سعد وهو ثقة ، وحياة الصحابة عنه وعن الترمذي وعن كنز العمال ج ١ ص ٢٩٨ عن أبي يعلى والطبراني ـ وصُحِّح.