وثمة أبيات شعر له رحمهالله مخاطباً بها ولده الإمام علياً عليهالسلام بهذه المناسبة ، يشجعه فيها على هذا الأمر ، وسوف نوردها فيما يأتي ، حين الحديث عن إيمان أبي طالب عليهالسلام ، إن شاء الله تعالى ..
نقض الصحيفة :
وبعد ثلاث سنوات تقريباً من حصر المسلمين في شعب أبي طالب ، أخبر النبي محمد صلىاللهعليهوآله عمه أبا طالب عليهالسلام بأن الأرضة قد أكلت كل ما في صحيفتهم من ظلم وقطيعة رحم ، ولم يبق فيها إلا ما كان اسماً لله.
وفي نص آخر : أنها قد أكلت كل اسم لله تعالى فيها ، ولم تبق إلا كل ظلم وشر ، وقطيعة رحم (١).
والأصح هو الأول ، كما هو صريح كلام أبي طالب عليهالسلام.
__________________
(١) ولربما يقال : إن استمرار قريش على عدائه صلىاللهعليهوآله إلى حين نقض الصحيفة ، يدل على أن الأرضة إنما محت اسم الله تعالى. وأبقت قطيعة الرحم ، وسائر المواد التي اتفقوا عليها.
وقد استبعد ذلك بان أكل الأرضة لاسم الله بعيد. فلعلهم التزموا بمضمونها وإن كانت قد محيت ، أو أنهم أعادوا كتابتها.
ولربما يجاب عن ذلك بان الارضة إنما محت اسم الله عنها تنزيهاً له عن أن يكون في صحيفة ظالمة كهذه ، وهذا إعجاز مطلوب وراجح من أجل إظهار الحق ، وليس في ذلك إهانة.