(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أليم ، من ألم يألم فهو أليم بمعنى مؤلم (بفتح اللام) إذ يصل ألمه إلى القلوب ، وصف به العذاب نفسه لبيان أن الألم بلغ الغاية حتى سرى من المعذّب (بفتح اللام) إلى العذاب المتعلق به.
(بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) أي بسبب كذبهم في دعواهم الإيمان بالله واليوم الآخر ، فهم لم يصدّقوا بأعمالهم ما يزعمونه من حالهم ، وقد جعل العذاب جزاء الكذب دون سائر موجباته الأخرى كالكفر وغيره من أعمال السوء ، للتحذير منه وبيان فظاعته وعظم جرمه ، وللإشعار بأن الكفر من محتوياته ، وإليه ينتهى في حدوده وغاياته ، ومن ثمّ حذّر منه القرآن أتمّ التحذير ، فما فشا في أمة إلا كثرت فيها الجرائم ، وشاعت فيها الرذائل ، فهو مصدر كل رذيلة ، ومنشأ كل كبيرة ، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إياكم والكذب فإنه مجانب للإيمان».
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (١٢) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (١٣))
تفسير المفردات
الفساد : خروج الشيء عن حد الاعتدال ، والصلاح ضده ، والفساد في الأرض :
هيج الحروب والفتن التي تؤدى إلى اختلال أمر المعاش والمعاد ، والسفه : خفة في العقل وفساد في الرأى ، ومنه قيل ثوب سفيه : أي ردىء النسج.