الحديث ، ودحض تلك الآراء التي كانت شائعة عصر التنزيل لدى علماء الفلك من اليونان والهند والصين.
وقد طلبت إلى الأستاذ عبد الحميد سماحة وكيل المرصد الفلكي المصري بحلوان أن يدلى إلىّ بما أثبته علماء الفلك حديثا في النظريات التي تضمنتها الآيات ، فكتب إلىّ مايلى :
الآية الأولى
من آيات الله وبديع صنعه تعاقب الليل والنهار دائبين. وقد جاء ذكر ذلك مرارا في القرآن الكريم ، لما لهذه الظاهرة الفلكية من الأهمية العظمى في حياة الجنس البشرى وكافة الأحياء التي على ظهر البسيطة ، فهى من الأمور الجديرة بالتفكير للاستدلال بها على عظمة الخالق جل شأنه ؛ فالليل يسلخ من النهار والنهار يسلخ من الليل ، نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق ، فتشرق الشمس على بعض الآفاق ، وتغيب عن البعض الآخر بانتظام تام بديع.
الآية الثانية
وزيادة على دوران الشمس الظاهري وسط النجوم الناشئ عن دوران الأرض حول الشمس مرة في السنة ـ ثبت
لدى العلماء أخيرا أن للشمس حركتين أخريين حقيقيتين :
إحداهما : حول محورها مرة في كل ست وعشرين يوما تقريبا وتدل عليها أرصاد كلف الشمس ؛ وهى نقط سوداء تظهر على سطحها بين حين وآخر ، وتتغير مواقعها بالنسبة إلى السطح ، وتقطع المسافة بين حافتى القرص في زمن قدره ١٣ يوما.
ثانيتهما : دوران الشمس (ومن حولها توابعها الكواكب السيارة وأقمارها) حول مركز النظام النجومى بسرعة تقدر بنحو مائتى ميل في الثانية ، فالشمس