وتشرب منه ، والضغث : الحزمة الصغيرة من الكلأ والريحان ، ويقال حنث في يمينه : إذا لم يفعل ما حلف عليه.
الإيضاح
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) أي واذكر لقومك صبر أيوب حين نادى ربه وقال : رب إنى أصبت بالمرض ، وتفرق الأهل وضياع الولد.
ومن حديث مس الشيطان له ما روى ـ إن الشيطان وسوس إليه فأعجب بكثرة ما له وولده ووافر صحته ، فابتلاه الله بالأمراض والأسقام ، وأضاع ماله وتفرق ولده فى أنحاء البلاد ، وهلك منهم من هلك ؛ فصبر على ما أصابه من أذى وما ناله من ألم ممضّ ، وحسرة تقطّع نياط القلب.
ولا نعلم على وجه التحقيق قدر الزمن الذي لحقه فيه الضر ولا نوع هذا الضر ، إذ القرآن لم يصرح بهذا ، ولكنا نعلم على وجه لا يقبل الشك أنه لم يصب بأذى ينفر الناس منه ، ويمنعهم من لقائه والجلوس معه ، لأن ذلك شرط من شروط النبوة ، كما أنا نعلم من وصف الدواء الآتي الذي أوحى الله به إليه أنه من الأمراض الجلدية التي تشفيها المياه المعدنية أو الكبريتية كما أشار إلى ذلك بقوله واصفا له الدواء :
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) أي حرك الأرض برجلك واضربها بها يخرج ينبوع من الماء تغتسل منه وتشرب ، فتبرأ مما أنت فيه من المرض.
وفي هذا إيماء إلى نوع المرض الذي كان به ، وأنه من الأمراض الجلدية غير المعدية كالإكزيما والحكّة ونحوهما مما يتعب الجسم ويؤذيه أشد الإيذاء لكنه ليس بقتال ، وكلما تقدم الطب أمكن الطبيب أن يبين نوع هذا المرض على وجه التقريب لا على وجه التحديد ـ كما أن في ذلك إيماء إلى أن الماء كان من المياه الكبريتية ذات الفائدة الناجحة في تلك الأمراض ، وهى كما تفيد بالاستعمال الظاهري ، تفيد بالشرب أيضا