تذكرهم الدار الآخرة ، فهى مطمح أنظارهم ومطّرح أفكارهم في كل ما يأتون وما يذرون ليفوزوا بلقاء ربهم ، وينالوا رضوانه في جنات النعيم.
(وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) أي وإنهم لمن المختارين الذين جبلت نفوسهم على الخير ، قلا تطمح إلى الأذى ، ولا تميل إلى التباغض والتحاسد ، ولا ترتكب الشرور والآثام.
(وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ) أي واذكر لقومك من هؤلاء الأنبياء الذين تحملوا الشدائد في دين الله ، وقد ذكرنا شرح هذه الأسماء ، وأوصاف هؤلاء الأنبياء في سورتى الأنعام والأنبياء.
(وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ) أي وكل منهم ممن اختاره الله للنبوة ، واصطفاه من خلقه.
(هذا ذكر) أي هذه الآيات الناطقة بمحاسهم شرف لهم يذكر بين الناس ، وهذا أسلوب يذكر للانتقال من كلام إلى آخر ، كما يقول الجاحظ في كتبه : فهذا باب ثم يشرع في باب آخر ، ويقول الكاتب إذا فرغ من فصل من كتابه وأراد الشروع فى آخر : هذا وكان كيت وكيت ـ وعلى هذا جاء قوله : «هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ» كما سيأتى بعد.
(جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (٥٤))
تفسير المفردات
الطاغي : المتجاوز للحد في ترك الأوامر وفعل النواهي ، جنات عدن : أي جنات استقرار وثبات ، من قولهم : عدن بالمكان أي أقام به ، متكئين فيها : أي متكئين فيها