إعادتهم أحياء بعد مماتهم إلا نفخة واحدة فإذا هم مجتمعون لدينا قد أحضروا للعرض والحساب لم يتخلف منهم أحد.
ونحو الآية قوله : «فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ. فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ» وقوله : «وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ».
ثم بين ما يكون في ذلك اليوم من الحساب بالعدل والقسطاس فقال :
(فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي ففى هذا اليوم يوم القيامة لا تبخس نفس جزاء ما عملت من خير أو شر ، ولا يحمل عليها وزر غيرها ، بل توفى كل نفس أجر ما عملت من صالح ، ولا تعاقب إلا بما اكتسبت من طالح ، جزاء وفاقا لما عملت في الدنيا.
(إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (٥٦) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨))
تفسير المفردات
الشغل : الشأن الذي يصدّ المرء ويشغله عما سواه من شئونه وأحواله لأهميته لديه ، إما لأنه يحصّل مسرة كاملة أو مساءة عظيمة ، الفاكه : الطيب النفس الضحوك قاله أبو زيد ، والظلال : واحدها ظل وهو ضد الضّح (ما تصيبه الشمس) والأرائك : واحدها أريكة ؛ وهى سرير منجّد مزيّن في قبة أو في بيت ، يدّعون : أي يطلبون.
المعنى الجملي
بعد أن بين سبحانه أن ذلك اليوم كائن لا محالة ، وأنه سيأتى بغتة من حيث يشعر به أحد ، فما هو إلا صيحة واحدة فإذا الناس خارجون من قبورهم ينسلون ـ